اكتشاف الطريق الأجمل في قاع العالم(١): من تبحث عنه يبحث عنك !

جدول المحتويات
كاريتيرا أوسترال (Carretera Austral)
أو ما يُعرف بالطريق رقم ٧ (Ruta-7) التشيلي 🇨🇱
منذ أن دلّني عليه محرك البحث على الإنترنت ؛ مشفوعاً من جانبي بالاهتمام الشديد لهذا النوع من الطرقات والتقصي عنها كنمط سياحي محبّب وجذاب بالنسبة لي .. انتهجه في العديد من رحلات سياحتي على هذه الأرض ، ومحبة التنعم بالسير فوق مناكبها الواسعة ..
أصبح إيقاع حماستي يتعالى بمرور الأيام ؛ لهفةً ببلوغ بداياته ، والانطلاق من أولى محطاته ، والمحاولة ما استطعت في قطع كل شبر منه .. حتى وإن بدت كل المقدمات التحضيرية إبان سبر معالمه وخفاياه ؛ تتضارب تماما مع كافة أهوائي الربيعية ، وإمكاناتي الشخصية لمجاراته ..
فحتى يتضح جليا ما أعنيه ..
فقد توافق ميعاد عطلتي السنوية لاكتشاف الطريق رقم (٧) وفسحتي بالسفر الملتصق بها لهذا العام (٢٠٢٤) أن تحل في المنتصف بين الأيام الواقعة في شهري يونيو ويوليو الجاريين منه ؛ فاتضح لي حينها مزامنتها -على نحو قارص- مع ذروة موسم الشتاء وعنفوانه .. هناك في تلك الأقاليم الباتاغونية التي يقع عليها ويمر بها مساره ..
فكان من البيّن أنّ وقت التمتع بهذه المغامرة ؛ لا يتمتع -قطعا- بالمثالية المطلوبة على الصعيد الزمني ، ولن يقارب تلك الأوقات المفضلة لزيارة هذا الجزء الجنوبي السحيق من هذا الكوكب في أزهى مواسمه ..
بيد أنّ صلابة إرادتي لمثل هذه التحديات ، و إصرار قلبي الجسور على اختلاس لذاته ؛ صمدا في وجه معاول التأجيل والتثبيط ، وظلاّ متماسكين .. عنيدين .. من أن يحطمهما الشتاء ، أو أن يفسد خططهما بوساوسه ..
بل أظهرا لي أنّ في ثنايا أيامه -تحديدا- وظروفها غير المحببة لدى الطيف الواسع من السُيّاح .. بعضا من الفرص المحفزة والمشجعة لخوض غمار هذا الطريق دون مزاحمتهم !! ..
لكن الأمر -في الحقيقة- لم يتأتّ كما ينبغي بورديته ، وغابت عني بسبب تلك -الانزياحات الحماسية- أهم وأوضح تصوراته ..
فكما أنّ الماء الذي في السماء ؛ يحب أن يلامس بشدة درجة الصفر في تلك البقاع ، وينزع إلى أن يتكوّم ككثبان رملية في كل مكان ينزل إليه ..
كذلك كانت بالمثل خبرتي الشخصية في التعامل مع حالته المتجمدة بكل عقباتها ومنزلقاتها ؛ سيّما ما كان ينتظرني خلف عجلة مقود السيارة ..

على اليمين: صورة توثق انزلاقتي الأخيرة بسيارتي المستأجرة في مهمة الوصول لمطار بلماسيدا أيا يكن الثمن :) حيث كانت تفصلني عنه في اليوم الأخير للمغامرة قرابة الست ساعات كمشوار قبيل الإقلاع .. وهذه كانت الرحلة الثالثة على التوالي التي اقتربت من التخلف عنها بعد أن رتع الطريق وعواصفه الثلجية بالخطط والمواعيد المجدولة قبلها ؛ لكني بفضل الله في الثالثة نجوت وطرت ✈️ | أما على اليسار : صورة لإحدى حوادث الطريق التي مررت بها وأدركت توثيقها
قيادة السيارة على شفا إطاراتها في المناسيب العالية للثلوج ليست مزحة!! .. صدقني :)
تلج تلج 🌨️🌨️
كاريتيرا أوسترال
النشرة الإخبارية
انضم إلى النشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات.